معنى المقاومة في فكر الولي القائد
ما معنى المقاومة؟
معنى المقاومة أن يختار الإنسان طريقاً يعدّه الطريق الحقّ والطريق الصحيح ويسير فيه، ولا تستطيع الموانع والعقبات صدّه عن السير في هذا الدرب وإيقاف مسيرته. هذا هو معنى المقاومة. افترضوا مثلاً أنّ الإنسان يواجه في طريقه سيلاً أو حفرة، أو قد يواجه صخرة [كبيرة] في حركته في الجبال حيث يريد الوصول إلى القمة، البعض عندما يواجهون هذه الصخرة أو المانع أو العقبة أو السارق أو الذئب يعودون عن طريقهم وينصرفون عن مواصلة السير، أما البعض فلا، ينظرون ويفكّرون ما هو طريق الالتفاف على هذه الصخرة، وما هو السبيل لمواجهة هذه العقبة، فيجدون ذلك الطريق أو يرفعون المانع أو يتجاوزونه بأسلوب عقلائي. هذا هو معنى المقاومة، وهكذا كان الإمام الخميني، لقد اختار طريقاً وسار فيه، فما هو هذا الطريق؟ وما هو الكلام الذي كان يقوله الإمام ويصرّ عليه؟ كان كلامه حاكميّة دين الله، حاكميّة دين الله والمدرسة الإلهية على مجتمع المسلمين وعلى حياة عموم الناس. هذا ما كان يقوله الإمام الخميني. بعد أن وُفّق للتغلّب على الموانع والعقبات وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية أعلن أنّنا لا نظلِم ولا نخضع للظلم. لا نظلِم لكنّنا في الوقت نفسه لا نرضخ للظلم؛ لا نتصالح مع الظالم وندعم المظلوم. هذا ما كان يقوله الإمام.
هذا الكلام مستمدّ من أصل الدين، ومن نصّ القرآن. وفضلاً عن أنّ القرآن يصرّح بذلك فإنّ العقل السليم أيضاً يعضده ويؤيّده. مواجهة الظلم والدفاع عن المظلوم وعدم التعاون مع الظالم وعدم مساومته أمر يستحسنه كلّ عقلاء العالم. وقد ثبت الإمام الخميني على هذا الكلام. ومن البديهي أن يكون لهذا الكلام وهذا النهج أعداؤه الغلاظ العتاة في العالم، فالأجهزة الاستكبارية في العالم من أهل الظلم. قبل أن يبدأ الإمام الخميني هذه النهضة العملاقة كانت الدول الغربية ولأكثر من مائتي عام تمارس الظلم بشكل متصاعد متزايد ضدّ الشعوب في أنحاء مختلفة من العالم، في آسيا وأفريقيا وبلدان متعدّدة. البريطانيون في الهند وبلدان تلك المنطقة والفرنسيون في أفريقيا والجزائر وبلدان أخرى، ودول أوروبية أخرى كانت تمارس الظلم بشكل واضح ومكشوف في بلدان عديدة. ومن الطبيعي أن ينزعج هؤلاء من هذا الشعار. أن تظهر دولة في قلب آسيا وفي هذه المنطقة الحسّاسة، في إيران، ويكون شعارها أنّها لا تتصالح مع الظلم ولا تقبل به، ولا تساوم الظالم، وتدعم المظلوم، فمن الواضح أن يكون هذا صعباً عليهم ولا يُطاق. لذلك بدأت العداوات منذ بداية المسيرة.
لقد بدأ العداء من هم من أهل الظلم والعدوان والابتزاز. هؤلاء حتماً، لم يكن بوسعهم الانسجام مع طبيعة رسالة الإمام الجليل أي نظام الجمهورية الإسلامية. لذلك انطلقت حالات العداء منذ البداية، وقد كانت حالات العداء هذه في العقد الأول للثورة، وفي زمن الحياة المباركة للإمام الخميني الجليل بنحو، وبعد رحيله أيضاً خلال العقدين أو الثلاثة الأخيرة بنحو آخر. وقد أرسى الإمام الخميني منذ البداية فكرة المقاومة والصمود وعدم تضييع النهج والهدف مقابل هذه الهجمات الدنيئة الخبيثة، وقدّمها كدرس ونهج لنا وللشعب الإيراني وللمكافحين المجاهدين ولمسؤولي البلاد لننطلق منه ونسير عليه.