تقرير مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية حول أجيال المقاومة في البحرين
في تقرير نشره مركز مكافحة الإرهاب وهو عبارة عن جزء من تقرير دوري يصدر شهرياً بعنوان CTC Sentinel عن مركز مكافحة الإرهاب التابع للأكاديمية العسكرية الأمريكية USMA. التقرير الصادر في يناير 2018 في المجلد الحادي عشر التابع للعدد الأول قام باستعراض حوادث وقضايا عدة كحادثة برشلونة في أغسطس 2017 وتحليل للعنف والتمرد في أفغانستان, والحدود الليبية التونسية.
ويعتبر التقرير أحد أهم التقارير الأمريكية التي قامت بدراسة حالة المقاومة في البحرين بشكل تفصيلي وأعطت اهتماماً كبيراً لتطور المقاومة الإسلامية في البحرين, حيث قسّم التقرير المقاومة إلى أجيال متعددة اعتبر تطورها متنامياً و –خطيراً- ويشكل تهديداً حقيقياً.
في بداية التقرير، اتهمت الجمهورية الاسلامية في إيران وتوابعها في لبنان والعراق بتدريب مجموعة صغيرة من الهواة بتدريبات خاصة تطورت فيما بعد لتصبح خلايا صغيرة مدرّبة بتدريبات وخبرات عسكرية تمكنها من استخدام العبوات المتفجرة بفعالية أعلى. كما تم ادعي بأن الجمهورية الاسلامية تُشكل خطراً على السعودية والبحرين من خلال الخلايا الشيعية التي من المحتمل أن توسع استخدامها للطائرات المسيرة والقوارب المسيرة, اسلحة ضد الدروع وتكتيكات الاغتيالات.
كما أُشير الى دور انتصار الثورة الإسلامية في إيران 1979 في تسليح التنظيمات البحرينية و أُشير إلى الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين 1981 وحزب الله البحرين في حقبة التسعينات الذي تم اتهام الحرس الثوري الإيراني بدعمهم. وتمت الإشارة إلى تقارير تابعة للمخابرات الخليفية تحتوي على دور الحرس الثوري الايراني في تجنيد البحرينيين وتقديم الدورات الدينية في مدينة قم وتدريبات أخرى في مخيم “بهنام” بالقرب من سد “كرج”.
وفي تفصيل التقرير تحدث الكاتب بذكر بداية المقاومة حيث عن تحت عنوان «عسكرة المقاومة ما بعد 2011» أساليب المقاومة المتبعة في بداية انطلاق الثورة ما بعد 2011 والتي اعتبرها بدائية نوعاً ما وأقل عنفاً, كما تناول تصاعد وتيرة المقاومة في 2012 و2013 وصولاً لعملية سرايا الأشتر في العام 2014. بعدها قام الكاتب بذكر الدعم الإيراني للشيعة في البحرين تحت عنوان « التطور نحو المقاومة المدعومة خارجياً» حيث أشار الى أن الحكومة الخليفية ارتأت أن المشروع السياسي الشيعي هو مشروع مرسوم من قبل إيران. وأن الحكاية متشابهة مع المشروع اللبناني والعراقي. كما تمت الإشارة إلى وجود شبكة من البيوت الآمنة تم تطويرها لاستلام وتخزين الأسلحة وتدريب الأفراد لصناعة وتركيب العبوات المتفجرة وإقامة معامل لصناعة مكونات العبوات من مواد محلية أو مستوردة. وتحدث الكاتب عن استقطاب الجمهوورية الإسلامية لقيادات المقاومة الإسلامية في البحرين في الفترة الزمنية مابين 2011-2013, وخص بالذكر سماحة السيد مرتضى السندي والقيادي أحمد حسن يوسف.
في عنوان «أسس التمرد 2013-2016» من التقرير أبدى الكاتب اعتقاده أن هنالك ثلاثة أجيال حتى الآن من المقاومة الناشئة بعد ثورة 2011. الجيل الأول هو الجيل البسيط الذي بدأ بخلايا تفجير قامت بنشاطها في 2012-2013 والذين لم يتلقوا تدريبات متطورة أو معدات من الخارج. الجيل الثاني هو الذي تكون منذ 2013 وقد أظهر تطوراً أكبر واستخدام قدرات أكبر مثل العبوات المتفجرة عن بعد. كما أن الحكومة ادعت ظهور هويات جديدة مثل سرايا وعد الله التابعة لسرايا الأشتر. ويمكن القول أن هذه التنظيمات تقتصر على تفعيل خلايا صغيرة, وحتى التنظيم الأكبر -سرايا الأشتر- يقتصر على تفعيل خليتين أو ثلاث خلايا وورشات تصنيع عبوات مماثلة لعدد الخلايا المذكور.
وذكر الكاتب تحت عنوان «خلايا الجيل الثالث الفاعلة في 2017» أن خلايا الجيل الثالث فعالة حالياً, وأن حركة التمرد انتعشت مرة أخرى في 2017. ويقول أنه على الرغم من أن عدد التفجيرات في العام 2017 أقل (9 تفجيرات) من العام 2013 (10تفجيرات) إلا أن الهجوم أسفر عن مقتل 7 رجال أمن و24 جريح في العام 2017. كما أشاد في هذا الجزء إلى بعض المضبوطات في هذا العام ومنها النيترو سيليلوز وال C4. وأكد الكاتب على أنه لم يتم ذكر أي حادثة أدت إلى مقتل أحد المصنعين بسبب خطأ شخصي, وهناك أدلة أن الخلايا الموجودة في البحرين تستخدم نماذج عبوات مقدمة من الخارج ونماذج مصنعة في الداخل وفيديوات لطريقة عملها بالخطوات.
عبر الكاتب عن رعبه وقلقه من استخدام المقاومة لإمكانيات اعتبرها متطورة وخطيرة على حد تعبيره, مثل استخدام المقاومة للعبوات الخارقة للدروع كما أشار التقرير في العناوين الأخرى إلى إمكانية توسع المقاومة ونقل التجربة إلى المنطقة الشرقية في الحجاز ومستوى الدعم الإيراني للشيعة في البحرين والحجاز.